تتكوّن منطقة الشّمال الغربي للبلاد التّونسيّة من فضاء جبلي وغابي شاسع تعبره أهمّ الأودية بالبلاد. وتزخر هذه المنطقة بموارد طبيعيّة هامّة لكن تبقى ظروفها الاقتصاديّة والاجتماعيّة صعبة. خلافا للمناطق الأخرى تحتوي منطقة الشّمال الغربي على معظم المنشئات المائيّة من سدود وبحيرات جبليّة (خزّان المياه للبلاد التّونسيّة) تزوّد أغلبيّة سكّان البلاد.
وتعاني المناطق الجبليّة والغابيّة ، الموجودة داخل هذه المنطقة الشّاسعة، من عدّة صعوبات تتمثّل خاصّة في صغر حجم المستغلاّت الفلاحيّة وتشتت الملكيّة. فالضّغط المتواصل على استغلال الأراضي والمراعي يترجم حتما بتدهور الموارد الغابيّة والرّعويّة و حدّة الانجراف. كما أن عزلة المتساكنين والنقص في الماء الصّالح للشّراب يمثّلان عائقا كبيرا لهذه المناطق إلى جانب البطالة الّتي تفوق نسبتها المعدّل الوطني ممّا يشجّع الشّباب على النّزوح إلى المدن الكبرى.
وفي إطار الإرادة السّياسيّة للدّولة للمحافظة على الموارد الطّبيعيّة و تحقيق التّنمية بهذه المناطق (المناطق الجبليّة والغابيّة بولايات الشّمال الغربي الأربعة باجة، جندوبة، الكاف وسليانة و ولاية بنزرت) ، تقرّر بعث ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشّمال الغربي بمقتضى القانون عدد 81 – 17 بتاريخ 09 مارس 1981.
ويصنّف الدّيوان كمؤسّسة عموميّة لا تكتسي صبغة إداريّة تتمتّع بالشّخصيّة المدنية والاستقلالية الماليّة خاضعة لإشراف وزارة الفلاحة.